]]هذه قصه لااقول لكم قد سمعتها ولكن أعرف من حدثت له شخصياً وأسأل الله أن يجعلها مباركه أينما كانت وهي لم تنقل القصه لنا مدح بنفسها ولكن للعظه والعبره وحتى لاتحتقر من المعروف شيئاً
تقول:
ذات يوم من أيـام العام الماضي .. وفي نهاية الدوام في كليتي _ الكلية الأدبية _ تأخر علي أخي حتى أصبحت الكلية شبه فارغه ..
وبينما انـا واقفة قد طال انتظاري .. اذ بي ارى سيارة تقف أمام المبنى
وتنزل منها فتاة تمشي دون أي توازن وبتمايل مريــب تترنح بشنطتها يمنة ويسرهـ
"فلو كان بجانبها أحد لصفعت وجههـ بشنطتها =)"
مشت حتى اصطدمت بالجدار وسقطت فلم ترى الباب !!
قامت وأخذت شنطتها ودخلت !!
ازدادت نبضات قلبي وبدأت انتفض فلأول مرة ارى مثل هذا المشهد ..
و ماهي إلا دقائق حتى توقفت سيارة أخرى يقودها رجلٌ كبير في السن قد ابيضت لحيته من طول السنين ..
خرجت تلك الفتاة بنفس الحالة التي دخلت بها وركبت مع هذا الرجل وذهب بهــا !!
لم أستوعب ماحصل أمامي .. أحقاً مارأيته ؟!
أيعقل أن يوجد بيننا من تفعل هذا ؟!
لا لا أصدق
أظن اني فهمتُ موضوعاً بالخطأ ..
لم يوقظني من التفكير إلا رنين جوالي باتصال من أخي يخبرني انه ملل وهو ينتظرني أمام المبنى ..!
رجعت الى المنزل ولا زلت غارقة في حيرتي ..
فما أشد أن يكذب العقل مارأته العيــن ..!
من الغد تعمدت التأخير لأتأكد مما رأيت هل هو حقيقهـ أم ..... لاادري ..!
واذا بي أفاجأ بنفس الموقف يتكرر ..!
لما دخلت الفتاة الى الداخل تنتظر والدها بعدما جاءت من غيـّها
دخلت خلفها لعلي أعرفها .. لكنها لم تكشف عن وجهها حتى خرجت ..
لم أتمالك نفسي .. انفجرت باكيـــه ..
أي طريق تسلك .. أي قلب تملك .. ألم ترحم شيبات ذاك الرجل الذي يأتي بها كل يوم منتظراً منها شهــادة .. وهي لم تجلب له إلا العار ..
ماذا لو ماتت وهي على هذه الحال .. بماذا ستلقى ربها ..!
بكيـــــت وبحرقــه ..
بدأتُ أفكر كيف تنصح .. كيف تنقذ .. كيف تنتشل من ذلك الوحل ..
اتصلتُ بعدداً من الداعيات وكلهن أشارن علي بإبلاغ الهيئة .. وبأسرع وقت
فأمر مثل هذا لايُسكت عليـــه ..
الحل الأنسب في مثل هذه المواقف هو إبلاغ الهيئة .. لكن لا أعلم لمَ لم أتقبل هذا الحل .. وخفت أن يُفضح أمرها دون أن تتوب ..
فكرتُ بحل آخر ولم أجد .. فالطرق أمامي كلها مسدودة ..
استخرت ودعوت الله وأمسكتُ بورقة وقلم أريد أن أكتب لها نصيحة !!!
فاحترت فيما أكتب وبمَ أبدأ وأي كلمات أسطر ..!
أأكتب عن شناعة ماتفعله .. أم عن التوبة وفرحة الله بالتوابين .. أم عن الجنه أم النار أم الموت والقبر أم .. أم .. أم ... لاأدري !!
كتبتُ ماكتب الله لي أن أكتب وكانت نصيحة بسيـــــطة .. لأني كما قلت قد احترت فيما أكتب ..
ذهبت الى الكليـــة .. وكنتُ قد نويت أن أعطيها النصيحة بعدما ألبس عباءتي وأغطي وجهي فلا داعي لأن تعرف من أكون ..
لكــن مهما خطط الأنسان وفكر فهو لا يعلم أيــن الخير .. والخيرة فيما اختاره الله ووفق العبد اليــه ..
قدّر ربي أن تدخل الفتاة "تنتظر والدها" قبل أن البس عباءتي .. فخفتُ أن تذهب دون إعطاءها "النصيحة" .. فاضطررت أن اذهب اليها دون عباءة..!
سلمتُ عليها وأعطيتها تلك "الورقة" وذهبتُ وعيناني مليئتان بالدموع ولساني يلهج بالدعاء "ربي ردها اليك رداً جميلاً"
بعدها حصلت لي بعض الظروف الصحية .. فغبت عن كليتي مــدة ..
ثم ابتدأت الامتحانات النهائية وانتهى الفصل الدراسي الأول ..
..
وفي أول يوم من الفصل الدراسي الثاني كان عندي امتحان غياب بعذر ..
وبينما كنتُ امشي خارجة من الإمتحان أقلب ورقة الأسئلة ..
اذ بي أسمع "شهقة" يســـاري .. التفتت اذا بفتاة لا أعرفها قد بان الهم في عينيها مقبلة إلي .. وسلمت علي بحرارة وقد خنقتها عبرتها ..
عرفتُ من حديثها أنها كانت تبحث عني ..
أمسكت بيدي وبشدة وكأنها خائفة أن أفلت منها ..
ذهبت بي الى إحدى القاعات وماإن جلسنا حتى بدأت حديثها
بــــ
"وينك .. من وين طلعتي .. من زماااااان وانا ادورك وكل يوم اداوم اقول اليوم القاه اليوم اشوفه .. واليوم داومت وانا والله حاطه الكلوركس بغرفتي اقول اذا مالقيته ابنتحر وارتااااااااح " !!
نزلت كلماتها علي كالصاعقه ..!
مهلاً .. لمَ كانت تبحث .. وماذا تريد .. لمَ كل هذا ؟!
أخبرتها بما حصل لي من ظروف وعن غيابي عن الكلية ..
ثم ابتسمتُ قائلة .. هاأنتِ وجدتيني .. فما حاجتك ؟!
ردت .. أو تذكرين تلك الفتاة التي نصحتيها عن المعاكسات ..
لا أذكــــر .. فللأسف أعرف الكثير وقعوا في ذاك الوحل !
بدأت تذكرني .. نصحتيها .. أعطيتيها ورقة كتبتِ فيها نصيحة ..
لا أذكـــــــــر ..!
قالت وبالحرف الواحد .. اللي شفتيها سكرانـــــه !!!
صفعتني بكلمتها وكأني بحاجة لتلك الصفعة حتى أتذكرها ..
تمتمت .. وينك .. من ذاك اليوم وانا ادورك .. لا انتي اللي خليتيني بضلالي ولاانتي اللي احتويتني نصحتيني واختفيتي ..
والله لو مالقيتك لاانتحــر ..
وانهارت باكيـــــة ..
قلتُ في نفسي " ماذا لو تعلمين اني كنتُ أنوي نصحكِ دون أن تريني ..
سبحان من لا يقدر إلا كل خيــــر ..
أخذت تسب وتشتم نفسهـــا وقد أخذ اليأس منها مأخذهـ ..
كلمتها عن رحمة الله بعبادهـ .. وانه هو الغفور الرحيم ..
فوالله لو ملأنا مابين السماء والأرض ذنوباً ثم استغفرناه لغفر لنا
ربي لم يخلقنا ليعذبنا لا والله .. بل جعل لنا باب التوبة مفتوح حتى آخر لحظات العمر .. فمهما اقترفنا من الذنوب والكبائر تبقى رحمة ربي واسعـــة
نظرت الي وهي غارقة بدمعاتها وقالت ..
تبين ربي يغفر لوحدة تزني وتسكر !!
"قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ
إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ "
قلت .. ربي غفر لأناس مشركين وأصبحوامن أعلام الأمه ..
احمديه واشكريه انه نبهكِ من غفلتكِ قبل الممات
هذا من فضله ورحمته .. فرغم مافعلتيه من معاصي لم يتركك في وحل الضلال بل أيقظكِ من غفلتك لتتوبي قبل أن تلقيه ..
عزمتي على الإنتحار .. والمنتحر _ والعياذ بالله_ في نار جهنم
فأنقذكِ وهيأ لكِ ماتريدين ..!
أبعد هذا كله .. تشكين في رحمته !!
هدأت قليلاً ثم قالت ..
"وشلون ابتزوج .. وشلون ابعيش .. انا زجاجة وانكسرت ..
ثم انهارت وهي تردد انا انتهيت خلاص انا انتهيـــت انتهيــــت !
قلت لها .. هذه أمور دنيوية .. ومن كانت الآخرة همه كفاه الله هم دنياه ..
فقط توبي واصدقي مع الله في توبتكِ وسيكفيكِ ربي كل ماأهمك ..
أطلت معها في الحديث .. حتى مُحي بفضل من الله ذلك اليأس اللي غطى قلبها وأيقنت انها إن كانت لله كما يريد كان الله الله فوق ماتريد ..
تابـــت وبدأت ترتقي نحو القمم
حتى أصبحت ذات همة تناطـح السحاب ..
حفظت القرآن في ثلاثة أشهــر.. كثيراً ماكانت تردد
أحبك ربي .. أحبك ربي
كانت لاتخرج من القاعة .. أذهب اليها ..
فلانة تعالي معي الى المصلـــى .. فهو الملاذ بعد الله في هذه الكلية ..
فيه أخوة صالحه .. فيه حلقات للقرآن .. ودروس طلب علم .. وفيه وفيه وفيه ...
فترد علي ..
لا لا طالبات المصلى عفيفات طاهرات تربن على القرآن ..
ثم تبكي ..!
غابت عن الكلية ..
افتقدتها ..
اتصل بها .. الجوال مقفل ..
بدأت اسأل عنهـــا ..
سألت .. وسألت .. وسألت .. فأتاني الخبر
توفيت بحادث مروري ..!
رحمها الله رحمة واسعه وجمعني بها في أعالي الجنان
..
..
..
تغير مجرى حياتها وأصبحت من التائبات العابدات _ أحسبها كذلك ولاازكي على الله أحداً_ بفضل من الله ثم بسبب ورقة احتوت على نصيحة بسيـــــــــطة !!
فياغاليهـ .. لاتحقري من المعروف شيئاً .. وابذلي كل تستطعين لنصح ماترينه من منكــرات ..
كم رأينا من أخيات لنا قد غرقن في بحر الضلال .. فماذا فعلنا لهن ؟!
ماذا بذلنا لإصلاحهن ؟!
من لهن بعد الله غيرنـــا ؟!
إن لم تستطعي الكلام .. فبورقة تسطرينها .. رسالة جوال تكتبينها ..
أو توصين عليها من لهم القدرة في إنقاذها ..
أو على الأقل هل رفعتٍ يديكِ داعية الله بصدق أن يهدي تلك التي رأيتيها على منكر ؟!
أسأل الله العلي القدير .. أن يجعلنا هداة مهتدين ..
نعيد لأمتنا عزهـا بنشر الفضيلة ودرء الرذيلة وندعو الى الله على بصيرة
وصلى الله وسلم على نبينا محمد
تقول:
ذات يوم من أيـام العام الماضي .. وفي نهاية الدوام في كليتي _ الكلية الأدبية _ تأخر علي أخي حتى أصبحت الكلية شبه فارغه ..
وبينما انـا واقفة قد طال انتظاري .. اذ بي ارى سيارة تقف أمام المبنى
وتنزل منها فتاة تمشي دون أي توازن وبتمايل مريــب تترنح بشنطتها يمنة ويسرهـ
"فلو كان بجانبها أحد لصفعت وجههـ بشنطتها =)"
مشت حتى اصطدمت بالجدار وسقطت فلم ترى الباب !!
قامت وأخذت شنطتها ودخلت !!
ازدادت نبضات قلبي وبدأت انتفض فلأول مرة ارى مثل هذا المشهد ..
و ماهي إلا دقائق حتى توقفت سيارة أخرى يقودها رجلٌ كبير في السن قد ابيضت لحيته من طول السنين ..
خرجت تلك الفتاة بنفس الحالة التي دخلت بها وركبت مع هذا الرجل وذهب بهــا !!
لم أستوعب ماحصل أمامي .. أحقاً مارأيته ؟!
أيعقل أن يوجد بيننا من تفعل هذا ؟!
لا لا أصدق
أظن اني فهمتُ موضوعاً بالخطأ ..
لم يوقظني من التفكير إلا رنين جوالي باتصال من أخي يخبرني انه ملل وهو ينتظرني أمام المبنى ..!
رجعت الى المنزل ولا زلت غارقة في حيرتي ..
فما أشد أن يكذب العقل مارأته العيــن ..!
من الغد تعمدت التأخير لأتأكد مما رأيت هل هو حقيقهـ أم ..... لاادري ..!
واذا بي أفاجأ بنفس الموقف يتكرر ..!
لما دخلت الفتاة الى الداخل تنتظر والدها بعدما جاءت من غيـّها
دخلت خلفها لعلي أعرفها .. لكنها لم تكشف عن وجهها حتى خرجت ..
لم أتمالك نفسي .. انفجرت باكيـــه ..
أي طريق تسلك .. أي قلب تملك .. ألم ترحم شيبات ذاك الرجل الذي يأتي بها كل يوم منتظراً منها شهــادة .. وهي لم تجلب له إلا العار ..
ماذا لو ماتت وهي على هذه الحال .. بماذا ستلقى ربها ..!
بكيـــــت وبحرقــه ..
بدأتُ أفكر كيف تنصح .. كيف تنقذ .. كيف تنتشل من ذلك الوحل ..
اتصلتُ بعدداً من الداعيات وكلهن أشارن علي بإبلاغ الهيئة .. وبأسرع وقت
فأمر مثل هذا لايُسكت عليـــه ..
الحل الأنسب في مثل هذه المواقف هو إبلاغ الهيئة .. لكن لا أعلم لمَ لم أتقبل هذا الحل .. وخفت أن يُفضح أمرها دون أن تتوب ..
فكرتُ بحل آخر ولم أجد .. فالطرق أمامي كلها مسدودة ..
استخرت ودعوت الله وأمسكتُ بورقة وقلم أريد أن أكتب لها نصيحة !!!
فاحترت فيما أكتب وبمَ أبدأ وأي كلمات أسطر ..!
أأكتب عن شناعة ماتفعله .. أم عن التوبة وفرحة الله بالتوابين .. أم عن الجنه أم النار أم الموت والقبر أم .. أم .. أم ... لاأدري !!
كتبتُ ماكتب الله لي أن أكتب وكانت نصيحة بسيـــــطة .. لأني كما قلت قد احترت فيما أكتب ..
ذهبت الى الكليـــة .. وكنتُ قد نويت أن أعطيها النصيحة بعدما ألبس عباءتي وأغطي وجهي فلا داعي لأن تعرف من أكون ..
لكــن مهما خطط الأنسان وفكر فهو لا يعلم أيــن الخير .. والخيرة فيما اختاره الله ووفق العبد اليــه ..
قدّر ربي أن تدخل الفتاة "تنتظر والدها" قبل أن البس عباءتي .. فخفتُ أن تذهب دون إعطاءها "النصيحة" .. فاضطررت أن اذهب اليها دون عباءة..!
سلمتُ عليها وأعطيتها تلك "الورقة" وذهبتُ وعيناني مليئتان بالدموع ولساني يلهج بالدعاء "ربي ردها اليك رداً جميلاً"
بعدها حصلت لي بعض الظروف الصحية .. فغبت عن كليتي مــدة ..
ثم ابتدأت الامتحانات النهائية وانتهى الفصل الدراسي الأول ..
..
وفي أول يوم من الفصل الدراسي الثاني كان عندي امتحان غياب بعذر ..
وبينما كنتُ امشي خارجة من الإمتحان أقلب ورقة الأسئلة ..
اذ بي أسمع "شهقة" يســـاري .. التفتت اذا بفتاة لا أعرفها قد بان الهم في عينيها مقبلة إلي .. وسلمت علي بحرارة وقد خنقتها عبرتها ..
عرفتُ من حديثها أنها كانت تبحث عني ..
أمسكت بيدي وبشدة وكأنها خائفة أن أفلت منها ..
ذهبت بي الى إحدى القاعات وماإن جلسنا حتى بدأت حديثها
بــــ
"وينك .. من وين طلعتي .. من زماااااان وانا ادورك وكل يوم اداوم اقول اليوم القاه اليوم اشوفه .. واليوم داومت وانا والله حاطه الكلوركس بغرفتي اقول اذا مالقيته ابنتحر وارتااااااااح " !!
نزلت كلماتها علي كالصاعقه ..!
مهلاً .. لمَ كانت تبحث .. وماذا تريد .. لمَ كل هذا ؟!
أخبرتها بما حصل لي من ظروف وعن غيابي عن الكلية ..
ثم ابتسمتُ قائلة .. هاأنتِ وجدتيني .. فما حاجتك ؟!
ردت .. أو تذكرين تلك الفتاة التي نصحتيها عن المعاكسات ..
لا أذكــــر .. فللأسف أعرف الكثير وقعوا في ذاك الوحل !
بدأت تذكرني .. نصحتيها .. أعطيتيها ورقة كتبتِ فيها نصيحة ..
لا أذكـــــــــر ..!
قالت وبالحرف الواحد .. اللي شفتيها سكرانـــــه !!!
صفعتني بكلمتها وكأني بحاجة لتلك الصفعة حتى أتذكرها ..
تمتمت .. وينك .. من ذاك اليوم وانا ادورك .. لا انتي اللي خليتيني بضلالي ولاانتي اللي احتويتني نصحتيني واختفيتي ..
والله لو مالقيتك لاانتحــر ..
وانهارت باكيـــــة ..
قلتُ في نفسي " ماذا لو تعلمين اني كنتُ أنوي نصحكِ دون أن تريني ..
سبحان من لا يقدر إلا كل خيــــر ..
أخذت تسب وتشتم نفسهـــا وقد أخذ اليأس منها مأخذهـ ..
كلمتها عن رحمة الله بعبادهـ .. وانه هو الغفور الرحيم ..
فوالله لو ملأنا مابين السماء والأرض ذنوباً ثم استغفرناه لغفر لنا
ربي لم يخلقنا ليعذبنا لا والله .. بل جعل لنا باب التوبة مفتوح حتى آخر لحظات العمر .. فمهما اقترفنا من الذنوب والكبائر تبقى رحمة ربي واسعـــة
نظرت الي وهي غارقة بدمعاتها وقالت ..
تبين ربي يغفر لوحدة تزني وتسكر !!
"قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ
إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ "
قلت .. ربي غفر لأناس مشركين وأصبحوامن أعلام الأمه ..
احمديه واشكريه انه نبهكِ من غفلتكِ قبل الممات
هذا من فضله ورحمته .. فرغم مافعلتيه من معاصي لم يتركك في وحل الضلال بل أيقظكِ من غفلتك لتتوبي قبل أن تلقيه ..
عزمتي على الإنتحار .. والمنتحر _ والعياذ بالله_ في نار جهنم
فأنقذكِ وهيأ لكِ ماتريدين ..!
أبعد هذا كله .. تشكين في رحمته !!
هدأت قليلاً ثم قالت ..
"وشلون ابتزوج .. وشلون ابعيش .. انا زجاجة وانكسرت ..
ثم انهارت وهي تردد انا انتهيت خلاص انا انتهيـــت انتهيــــت !
قلت لها .. هذه أمور دنيوية .. ومن كانت الآخرة همه كفاه الله هم دنياه ..
فقط توبي واصدقي مع الله في توبتكِ وسيكفيكِ ربي كل ماأهمك ..
أطلت معها في الحديث .. حتى مُحي بفضل من الله ذلك اليأس اللي غطى قلبها وأيقنت انها إن كانت لله كما يريد كان الله الله فوق ماتريد ..
تابـــت وبدأت ترتقي نحو القمم
حتى أصبحت ذات همة تناطـح السحاب ..
حفظت القرآن في ثلاثة أشهــر.. كثيراً ماكانت تردد
أحبك ربي .. أحبك ربي
كانت لاتخرج من القاعة .. أذهب اليها ..
فلانة تعالي معي الى المصلـــى .. فهو الملاذ بعد الله في هذه الكلية ..
فيه أخوة صالحه .. فيه حلقات للقرآن .. ودروس طلب علم .. وفيه وفيه وفيه ...
فترد علي ..
لا لا طالبات المصلى عفيفات طاهرات تربن على القرآن ..
ثم تبكي ..!
غابت عن الكلية ..
افتقدتها ..
اتصل بها .. الجوال مقفل ..
بدأت اسأل عنهـــا ..
سألت .. وسألت .. وسألت .. فأتاني الخبر
توفيت بحادث مروري ..!
رحمها الله رحمة واسعه وجمعني بها في أعالي الجنان
..
..
..
تغير مجرى حياتها وأصبحت من التائبات العابدات _ أحسبها كذلك ولاازكي على الله أحداً_ بفضل من الله ثم بسبب ورقة احتوت على نصيحة بسيـــــــــطة !!
فياغاليهـ .. لاتحقري من المعروف شيئاً .. وابذلي كل تستطعين لنصح ماترينه من منكــرات ..
كم رأينا من أخيات لنا قد غرقن في بحر الضلال .. فماذا فعلنا لهن ؟!
ماذا بذلنا لإصلاحهن ؟!
من لهن بعد الله غيرنـــا ؟!
إن لم تستطعي الكلام .. فبورقة تسطرينها .. رسالة جوال تكتبينها ..
أو توصين عليها من لهم القدرة في إنقاذها ..
أو على الأقل هل رفعتٍ يديكِ داعية الله بصدق أن يهدي تلك التي رأيتيها على منكر ؟!
أسأل الله العلي القدير .. أن يجعلنا هداة مهتدين ..
نعيد لأمتنا عزهـا بنشر الفضيلة ودرء الرذيلة وندعو الى الله على بصيرة
وصلى الله وسلم على نبينا محمد