حبيب قلبى ...
- مالك ومالى ياأخى ؟ نم انت .. نم ! فيغمغم معتذرا فى دعة و.. ينام . فأميل عليه المس جبهته بشفتى فى خفة . مسكين .. حبيبى الاول هذا .. الرجل الذى كنت احبه .. ايام زمان . ويؤنينى ضميرى من أجله .. لحظة . فأسحب اللحاف عليه حتى لا يصاب ببرد ، واحكم دس " الناموسية " بين المراتب حتى لايقلقة الناموس ثم ... أتسلل على أطراف اصابعى الى ذلك الاخر . وقد أجده نائما . فلا أجرؤ على ايقاظة بل أتسمر فى الظلام أرتعش من نشوة وقدماى الحافيتان مثلجتان . يكفينى أنى هنا .. أحصى أنفاسه .. أستنشق الهواء الذى يطرده من رئتيه .. يكفينى أن جدرانا أربعة ضمتنا .. يكفينى انى و"هو " فى جزء خاص بنا من الليل .. فى قطعة من الظلمة .. تلغنا معا كالرداء الكبير كأننا جسد واحد مادمنا روحا واحدا .
وقد حدث أمس انى سلقت دجاجة سمينة من دجاجاتى التى أربيها على السطح وأزققها خبزا و " ردة " معجونة باللبن ليتراكم لحمها ويطيب شحمها ، سلقتها لانه " هو " كان سيتغذى من صنع يدى لاول مرة .. لاول مرة ! ومع ان الدجاجة كانت تكفينا ثلاثتنا .. ومع ان زوجى لايحب لحم الدجاج الذى يزيد طهوه عن المألوف .. فانى لم أهتم . تركت الدجاجة فى قدرها تغلى حتى ذابت .. هرست .. وامتزج لحمها بمرقها . فعلت ذلك لانى حزرت انه " هو " سيستسيغ طعم المرق الدسم .. وعاد زوجى الى البيت ساعة الظهيرة جائعا متعبا معفر الوجه والثياب . فغسل وجهه واصلح من شأن جلبابه على قدر طاقته . ثم طلب منى فى لين شيئا يأكله . وكنت قد أشتغلت باعداد الدجاجة .. والتفنن فى أضافة فصوص المصطكا والحبهان وورق الكرفس الى فلم أطه لونا أخر يأكله الرجل المجهد . لم يكن له مكان فى تفكيرى فصحت به من فوق كتفى وانا أهرول أتية غادية من حجرة لحجرة فى اضطراب وجلبة :
- عندك هناك قدر من الفخار ملانة بالباذنجان المخلل . اسحب لك باذنجانة او اثنتين وتغد ! وذهبت لحالى .. ونسيته لكننى سمعته ينشب فى سلة الخبز تحت سريانا ويخرج لنفسه رغفيا دس فى قلبه باذنجانة ولمحته يأكلها ويقضم وراءها كسرة من الخبز المقدد وانا فى رواحى ومجيئى أعد الغداء فى خفية .. له .. " هو " واخفيت الدجاجة المسلوقة عن زوجى فلم أطعمه ولا انا اخبرته بها .
وما ان أعد زوجى لنفسه كوبا من الشاى شربه وارتمى ينام ، حتى أسرعت بيد مرتعشة أعد صينية وضعت فوقها صحنا ملاته بالمرق الدسم اللذيذ وعصرت عليه نصف ليمونة . وهرولت بها أقدم الطعام جارية مطيعة لسيدى .. رجلى .. مالك قلبى . وتركت المطبخ يزخر بعشرات الملاعق والصحون المتسخة كأننى كنت اعد وليمة . ودلغت الى حجرته وقلبى يكاد يفر من حلقى وتوقفت فى ثبتل على العتبة اختلس نظرة الى الداخل كأننى على باب أقدس مكان . انصت . فاهتزت الصينية بشدة على كفى فقد سمعته يغنى .. لكنه صوت .. يا الهى .. صوت من جنات النعيم . صوت نفذ الى أعماق اعماقى يجذبنى اليه . ونظرت .. فوجدته متربعا على الاريكة فى عظمة الملوك . فسرت اليه مطأطئة الراس أخفى أنفعالى وارفع يدى أمامى بالصينية عليها صحن الحساء ساخنا يفوح أريجه عطرا شديا كأننى كاهنة وثنية أقدام قربانا الى الاله بوذا وعند قدميه .. ركعت . ورفعت عينى فى عبادة الى وجهه ومددت يدى بالغداء فى صمت لان لسانى عجز عن الكلام لفرط نشوتى بجمالة .. وشدة حبى له واضطرابى لروعة الموقف فلم يعرنى ادنى اهتمام فركنت الصينية على الارض وزحفت على ركبتى اليه .. مشتاقة .. ولهانة ودفعت وجهى بين يديه .. لتهوى كفاه كلتاهما على كل من خدى لطما فعضضت شفتى اصد تالمى . ولغمضت عينى حتى لاتصيبهما لطوة رعناء تذهب بنورهما فلا اعود اراه " هو " فلما اكتفى من ضربى تقهقرت وانا لا أزال على ركبتى ورفعت الصينية مرة اخرى وبسطت ذراعى امامه .. وانا ادعوه .. ارجوه .. اضرع اليه بنظراتى .. باعصابى .. بكل ذرة منى ان يتفضل ويتناول غداءه ! هى نظرة واحدة القاها على المرق الدسم اللذيذ .. الذى كلفنى كثيرا .. الذى حرمت زوجى منه .. وحرمته على نفسى . نظرة واحدة ثم .. ركل الصينية بكل ما يمتلك من قوة لينقلب الحساء على راسى .. ووجهى ... وثيابى ... فماذا تظنونى فعلت ؟ صحت ؟ بكيت ؟ مزعت شعرى ؟ .. بل ارتميت على قدميه امرغ وجهى عليهما .. اتشممهما .. اقبلهما بوله .. بحب .. بجنون .. قدم طفلى .. ولدى .. حشاى .. حبيب قلبى !
- مالك ومالى ياأخى ؟ نم انت .. نم ! فيغمغم معتذرا فى دعة و.. ينام . فأميل عليه المس جبهته بشفتى فى خفة . مسكين .. حبيبى الاول هذا .. الرجل الذى كنت احبه .. ايام زمان . ويؤنينى ضميرى من أجله .. لحظة . فأسحب اللحاف عليه حتى لا يصاب ببرد ، واحكم دس " الناموسية " بين المراتب حتى لايقلقة الناموس ثم ... أتسلل على أطراف اصابعى الى ذلك الاخر . وقد أجده نائما . فلا أجرؤ على ايقاظة بل أتسمر فى الظلام أرتعش من نشوة وقدماى الحافيتان مثلجتان . يكفينى أنى هنا .. أحصى أنفاسه .. أستنشق الهواء الذى يطرده من رئتيه .. يكفينى أن جدرانا أربعة ضمتنا .. يكفينى انى و"هو " فى جزء خاص بنا من الليل .. فى قطعة من الظلمة .. تلغنا معا كالرداء الكبير كأننا جسد واحد مادمنا روحا واحدا .
وقد حدث أمس انى سلقت دجاجة سمينة من دجاجاتى التى أربيها على السطح وأزققها خبزا و " ردة " معجونة باللبن ليتراكم لحمها ويطيب شحمها ، سلقتها لانه " هو " كان سيتغذى من صنع يدى لاول مرة .. لاول مرة ! ومع ان الدجاجة كانت تكفينا ثلاثتنا .. ومع ان زوجى لايحب لحم الدجاج الذى يزيد طهوه عن المألوف .. فانى لم أهتم . تركت الدجاجة فى قدرها تغلى حتى ذابت .. هرست .. وامتزج لحمها بمرقها . فعلت ذلك لانى حزرت انه " هو " سيستسيغ طعم المرق الدسم .. وعاد زوجى الى البيت ساعة الظهيرة جائعا متعبا معفر الوجه والثياب . فغسل وجهه واصلح من شأن جلبابه على قدر طاقته . ثم طلب منى فى لين شيئا يأكله . وكنت قد أشتغلت باعداد الدجاجة .. والتفنن فى أضافة فصوص المصطكا والحبهان وورق الكرفس الى فلم أطه لونا أخر يأكله الرجل المجهد . لم يكن له مكان فى تفكيرى فصحت به من فوق كتفى وانا أهرول أتية غادية من حجرة لحجرة فى اضطراب وجلبة :
- عندك هناك قدر من الفخار ملانة بالباذنجان المخلل . اسحب لك باذنجانة او اثنتين وتغد ! وذهبت لحالى .. ونسيته لكننى سمعته ينشب فى سلة الخبز تحت سريانا ويخرج لنفسه رغفيا دس فى قلبه باذنجانة ولمحته يأكلها ويقضم وراءها كسرة من الخبز المقدد وانا فى رواحى ومجيئى أعد الغداء فى خفية .. له .. " هو " واخفيت الدجاجة المسلوقة عن زوجى فلم أطعمه ولا انا اخبرته بها .
وما ان أعد زوجى لنفسه كوبا من الشاى شربه وارتمى ينام ، حتى أسرعت بيد مرتعشة أعد صينية وضعت فوقها صحنا ملاته بالمرق الدسم اللذيذ وعصرت عليه نصف ليمونة . وهرولت بها أقدم الطعام جارية مطيعة لسيدى .. رجلى .. مالك قلبى . وتركت المطبخ يزخر بعشرات الملاعق والصحون المتسخة كأننى كنت اعد وليمة . ودلغت الى حجرته وقلبى يكاد يفر من حلقى وتوقفت فى ثبتل على العتبة اختلس نظرة الى الداخل كأننى على باب أقدس مكان . انصت . فاهتزت الصينية بشدة على كفى فقد سمعته يغنى .. لكنه صوت .. يا الهى .. صوت من جنات النعيم . صوت نفذ الى أعماق اعماقى يجذبنى اليه . ونظرت .. فوجدته متربعا على الاريكة فى عظمة الملوك . فسرت اليه مطأطئة الراس أخفى أنفعالى وارفع يدى أمامى بالصينية عليها صحن الحساء ساخنا يفوح أريجه عطرا شديا كأننى كاهنة وثنية أقدام قربانا الى الاله بوذا وعند قدميه .. ركعت . ورفعت عينى فى عبادة الى وجهه ومددت يدى بالغداء فى صمت لان لسانى عجز عن الكلام لفرط نشوتى بجمالة .. وشدة حبى له واضطرابى لروعة الموقف فلم يعرنى ادنى اهتمام فركنت الصينية على الارض وزحفت على ركبتى اليه .. مشتاقة .. ولهانة ودفعت وجهى بين يديه .. لتهوى كفاه كلتاهما على كل من خدى لطما فعضضت شفتى اصد تالمى . ولغمضت عينى حتى لاتصيبهما لطوة رعناء تذهب بنورهما فلا اعود اراه " هو " فلما اكتفى من ضربى تقهقرت وانا لا أزال على ركبتى ورفعت الصينية مرة اخرى وبسطت ذراعى امامه .. وانا ادعوه .. ارجوه .. اضرع اليه بنظراتى .. باعصابى .. بكل ذرة منى ان يتفضل ويتناول غداءه ! هى نظرة واحدة القاها على المرق الدسم اللذيذ .. الذى كلفنى كثيرا .. الذى حرمت زوجى منه .. وحرمته على نفسى . نظرة واحدة ثم .. ركل الصينية بكل ما يمتلك من قوة لينقلب الحساء على راسى .. ووجهى ... وثيابى ... فماذا تظنونى فعلت ؟ صحت ؟ بكيت ؟ مزعت شعرى ؟ .. بل ارتميت على قدميه امرغ وجهى عليهما .. اتشممهما .. اقبلهما بوله .. بحب .. بجنون .. قدم طفلى .. ولدى .. حشاى .. حبيب قلبى !