غاب في «لندن» وأعادته الصدفة إلى «المنامة»
«الزوج» خارج الخدمة23 عاماً
تبدو قصة تلك الزوجة، التي غاب عنها زوجها، لمدة 23 عاماً بالتمام والكمال، أشبه بقصص الأفلام العربية القديمة، وما تحتويه من مواقف وصدف قد يلفظها العقل، بيد أن قصة الزوجة حقيقة واقعة، شهد عليها أقاربها وابناؤها، الذين تابعوا مراحلها، منذ سافر الزوج إلى لندن في العام 1407 هـ، وحتى وصولها إلى أبواب المحاكم، التي تنظر في أمر تطليق الزوجة من زوجها بدعوى انه «مفقود»، بعد غيابه عنها وعن أولاده 23 عاماً.
بدأت الأحداث، عندما قرر الزوج أن يسافر إلى بريطانيا من أجل علاج نفسه من آلام الغضروف، وعلاج والدته من وجود حصوة في الكلى، وسافر بصحبة أحد إخوته على حسابهم الخاص، وبعد اكتمال علاج والدته، عادت إلى السعودية بصحبة ابنها، ليبقى هو بمفرده في بريطانيا، لإكمال العلاج، وبعد أسبوعين عاد إلى الوطن.
وتمر الأيام، ويتوفى والده، ويرث الإخوة مبلغاً مالياً ضخماً، فقرر الابن، وبموافقة إخوته، أن يستثمر هذا المبلغ في بريطانيا، وذلك باعتباره وكيلاً شرعياً لهم، وتم اتخاذ القرار النهائي، وبالفعل سافر إلى هناك، تاركاً زوجته وابنين (زكريا وعيسى)، وكانت الاتصالات لا تزال بينه وبين الأهل، وبعد ثلاثة أشهر قال إنه خسر كل أمواله في التجارة، وسيرجع لتصفية الحسابات وتسوية الأمور مع إخوته، وعندما رجع أخبرهم، بأنه تزوج هناك من امرأة مغربية.
كانت ردة فعل والد زوجته هادئة تجاه هذا الزواج، فلم يمانعه، ولكن طلب منه أن يأتي بزوجته الثانية إلى السعودية، ويعيش معها ومع زوجته الأولى، فوافق الزوج، وأعلن أنه سيذهب لتسوية بعض الأمور المادية في لندن، ويعود بزوجته الثانية، إلا أنه خرج ولم يعد، وانقطعت عنه الأخبار والاتصالات.
ويقول حسين عمران شقيق الزوجة: «منذ قرابة 22 عاماً، لم نسمع عنه أي شيء، وحاولنا مراراً تتبعه والسؤال عنه، إلا أنه لا جدوى ولا نتيجة، وكانت أختي طوال هذه الأعوام تعيش معي في المنزل»، مشيراً إلى أن «لدى زوج شقيقتي منزل خاص تحت الإنشاء، إلا أنه تركه ولم يكتمل، وكان المقاول يطالبنا بإكمال باقي المبلغ، وهو في حدود 100 ألف ريال، وتم بيع البيت، إذ كان مرهوناً لشركة أرامكو».
ويضيف عمران: «من باب المصادفة البحتة، كان أحد أخوة زوج شقيقتي، يعمل طبيباً في مستشفى الدمام المركزي، وكان أحد أصدقائه الأطباء المقربين في العمل، قد سافر إلى بريطانيا من أجل إكمال الدراسة، والتقى في أحد المطاعم مع شخص دار بينهما حوار، وتعرفا على بعضهما البعض، وعرف اسمه الذي سمع به من قبل من أحاديث صديقه له».
وأضاف عمران «حرص الطبيب على الاستماع جيداً من زوج شقيقتي، وطلب منه رقم جواله، ولم يخبره بأنه يعرف عنه كل شيء، أو سمع به من قبل»، مشيراً إلى أن «الطبيب اتصل بصديقه في السعودية، وأعطاه رقم جوال شقيقهم الذي يبحثون عنه».
ويضيف العمران: «اتصل الأخ بشقيقه مباشرة، وبعد كلمات السلام وتبادل الكلمات، قال له هل تعرفني، فأجابه لا؟ قال له أنا أخوك فلان، فتفاجأ بهذه المكالمة، وبقي يبكي بكاءً شديداً، وسأله عن الأهل والأبناء، فقال له ان أخاك فلان توفى وأمك وزوجتك ينتظرانك، وأبناؤك كبروا، وبقي يسرد عليه أخبار 23 عاماً بشكل سريع ومختصر، وتم التنسيق معه على أن يحضر هو إلى البحرين ويلتقي بهم هناك».
ويواصل عمران حديثه «في البحرين التقينا به، ورأى ابنيه، إلا أنه لم نستطع أن نأخذ معنا زوجته التي لا تمتلك جواز سفر، ولا تستطيع إصدار جواز إلا بإذن زوجها، المقيد في دفتر العائلة بأنه «مفقود»»
ويتابع: «شقيقتي طلبت الطلاق من زوجها، إلا أنه رفض ذلك، ووسطنا العديد من الشخصيات لكنه مُصر على عدم طلاقها، ودخلنا في خلاف مع وكيله لتسوية الوضع سلمياً، ونحن نطالبه بتطليقها، فهي ترغب في ذلك، كما نطالبه بدفع كامل النفقات التي تمت خلال 23 عاماً على زوجته وأبنيه، من إيجار ونفقة»، مشيراً إلى أن الموضوع الآن لدى المحكمة، ونحن نتساءل هل من المعقول بعد هذه السنوات من الهجران والفراق ورفض الطلاق ان يظل الأمر رهن إشارته؟ ولماذا لا تتدخل المحكمة في الأمر وهل ستبقى زوجته رهينة في يده باقي
«الزوج» خارج الخدمة23 عاماً
تبدو قصة تلك الزوجة، التي غاب عنها زوجها، لمدة 23 عاماً بالتمام والكمال، أشبه بقصص الأفلام العربية القديمة، وما تحتويه من مواقف وصدف قد يلفظها العقل، بيد أن قصة الزوجة حقيقة واقعة، شهد عليها أقاربها وابناؤها، الذين تابعوا مراحلها، منذ سافر الزوج إلى لندن في العام 1407 هـ، وحتى وصولها إلى أبواب المحاكم، التي تنظر في أمر تطليق الزوجة من زوجها بدعوى انه «مفقود»، بعد غيابه عنها وعن أولاده 23 عاماً.
بدأت الأحداث، عندما قرر الزوج أن يسافر إلى بريطانيا من أجل علاج نفسه من آلام الغضروف، وعلاج والدته من وجود حصوة في الكلى، وسافر بصحبة أحد إخوته على حسابهم الخاص، وبعد اكتمال علاج والدته، عادت إلى السعودية بصحبة ابنها، ليبقى هو بمفرده في بريطانيا، لإكمال العلاج، وبعد أسبوعين عاد إلى الوطن.
وتمر الأيام، ويتوفى والده، ويرث الإخوة مبلغاً مالياً ضخماً، فقرر الابن، وبموافقة إخوته، أن يستثمر هذا المبلغ في بريطانيا، وذلك باعتباره وكيلاً شرعياً لهم، وتم اتخاذ القرار النهائي، وبالفعل سافر إلى هناك، تاركاً زوجته وابنين (زكريا وعيسى)، وكانت الاتصالات لا تزال بينه وبين الأهل، وبعد ثلاثة أشهر قال إنه خسر كل أمواله في التجارة، وسيرجع لتصفية الحسابات وتسوية الأمور مع إخوته، وعندما رجع أخبرهم، بأنه تزوج هناك من امرأة مغربية.
كانت ردة فعل والد زوجته هادئة تجاه هذا الزواج، فلم يمانعه، ولكن طلب منه أن يأتي بزوجته الثانية إلى السعودية، ويعيش معها ومع زوجته الأولى، فوافق الزوج، وأعلن أنه سيذهب لتسوية بعض الأمور المادية في لندن، ويعود بزوجته الثانية، إلا أنه خرج ولم يعد، وانقطعت عنه الأخبار والاتصالات.
ويقول حسين عمران شقيق الزوجة: «منذ قرابة 22 عاماً، لم نسمع عنه أي شيء، وحاولنا مراراً تتبعه والسؤال عنه، إلا أنه لا جدوى ولا نتيجة، وكانت أختي طوال هذه الأعوام تعيش معي في المنزل»، مشيراً إلى أن «لدى زوج شقيقتي منزل خاص تحت الإنشاء، إلا أنه تركه ولم يكتمل، وكان المقاول يطالبنا بإكمال باقي المبلغ، وهو في حدود 100 ألف ريال، وتم بيع البيت، إذ كان مرهوناً لشركة أرامكو».
ويضيف عمران: «من باب المصادفة البحتة، كان أحد أخوة زوج شقيقتي، يعمل طبيباً في مستشفى الدمام المركزي، وكان أحد أصدقائه الأطباء المقربين في العمل، قد سافر إلى بريطانيا من أجل إكمال الدراسة، والتقى في أحد المطاعم مع شخص دار بينهما حوار، وتعرفا على بعضهما البعض، وعرف اسمه الذي سمع به من قبل من أحاديث صديقه له».
وأضاف عمران «حرص الطبيب على الاستماع جيداً من زوج شقيقتي، وطلب منه رقم جواله، ولم يخبره بأنه يعرف عنه كل شيء، أو سمع به من قبل»، مشيراً إلى أن «الطبيب اتصل بصديقه في السعودية، وأعطاه رقم جوال شقيقهم الذي يبحثون عنه».
ويضيف العمران: «اتصل الأخ بشقيقه مباشرة، وبعد كلمات السلام وتبادل الكلمات، قال له هل تعرفني، فأجابه لا؟ قال له أنا أخوك فلان، فتفاجأ بهذه المكالمة، وبقي يبكي بكاءً شديداً، وسأله عن الأهل والأبناء، فقال له ان أخاك فلان توفى وأمك وزوجتك ينتظرانك، وأبناؤك كبروا، وبقي يسرد عليه أخبار 23 عاماً بشكل سريع ومختصر، وتم التنسيق معه على أن يحضر هو إلى البحرين ويلتقي بهم هناك».
ويواصل عمران حديثه «في البحرين التقينا به، ورأى ابنيه، إلا أنه لم نستطع أن نأخذ معنا زوجته التي لا تمتلك جواز سفر، ولا تستطيع إصدار جواز إلا بإذن زوجها، المقيد في دفتر العائلة بأنه «مفقود»»
ويتابع: «شقيقتي طلبت الطلاق من زوجها، إلا أنه رفض ذلك، ووسطنا العديد من الشخصيات لكنه مُصر على عدم طلاقها، ودخلنا في خلاف مع وكيله لتسوية الوضع سلمياً، ونحن نطالبه بتطليقها، فهي ترغب في ذلك، كما نطالبه بدفع كامل النفقات التي تمت خلال 23 عاماً على زوجته وأبنيه، من إيجار ونفقة»، مشيراً إلى أن الموضوع الآن لدى المحكمة، ونحن نتساءل هل من المعقول بعد هذه السنوات من الهجران والفراق ورفض الطلاق ان يظل الأمر رهن إشارته؟ ولماذا لا تتدخل المحكمة في الأمر وهل ستبقى زوجته رهينة في يده باقي